الاقتصاد السلوكي وأثره على قرارتنا المالية

من منا لا يرغب في إدارة ماله بفعالية؟ لكن الواقع يشير إلى أن الكثير منا يقع في فخ نفسي يؤدي إلى قرارات مالية غير صائبة. هنا تأتي أهمية الاقتصاد السلوكي، وهو العلم الذي يدرس العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على قراراتنا المالية. في هذا المقال، سنستعرض بعض هذه السلوكيات المالية السلبية وكيفية الوقاية منها.

التفضيل الزمني:

أحد أكثر السلوكيات المالية شيوعًا هو "التفضيل الزمني"، وهو الرغبة في الحصول على المكافآت على الفور بدلاً من التأجيل. لنأخذ مثلاً التسوق الإلكتروني، فبفضل التقنيات الحديثة، أصبح بإمكانك شراء أي شيء بنقرة واحدة، وهو ما يدفع البعض للإسراف في الشراء دون التفكير في العواقب المالية. ولكن ماذا لو قمت بوضع قاعدة تقضي بتأجيل الشراء لمدة 24 ساعة؟ في كثير من الحالات، ستجد أن الرغبة في الشراء قد زالت.

تجنب الخسارة:

العديد من الدراسات النفسية أظهرت أن الأفراد يكرهون الخسارة أكثر مما يحبون الربح، وهذا ما يدفعهم لاتخاذ قرارات مالية سريعة تحت وطأة الضغط. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسرع شخص في بيع سهم بخسارة بدلاً من الانتظار والتحلي بالصبر لرؤية كيف سيتعافى السوق.

تأثير الجماعة:

الضغط الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير كبير على قراراتنا، خصوصاً في مجال الاستثمار. كثيراً ما نسمع عن قصص النجاح في استثمارات معينة ونتحفز للدخول في مثل هذه الاستثمارات دون تحليل معمق. لكن من الهام جداً أن نبتعد عن التأثيرات الخارجية وأن نتخذ قراراتنا بناءً على معلومات وتحليلات صحيحة.

التأثير النفسي للأمان المالي:

الكثير منا يتبع الطرق التقليدية في التعامل مع المال، مثل وضعه في حساب التوفير الذي لا ينمو به المال بل يتناقص مع الزمن بسبب انخفاض القوة الشرائية للمال مع الوقت. هذا الإحساس بالأمان يمكن أن يكون مضللاً وقد يقودك إلى فقدان فرص كبيرة لزيادة ثروتك.

العمل بناءً على العاطفة وليس العقل:

قد تجعلنا العواطف نتخذ قرارات سريعة بدون تفكير، مثل الانفصال عن وظيفة بسبب خلاف مع الزملاء، دون التفكير في العواقب المالية لهذا القرار. لتجنب هذا، يمكن البدء بممارسة تقنيات التأمل والتفكير البناء.

التقييم والتعديل:

إذا كنت قد وقعت في واحدة من السلوكيات آعلاه، فلا تقلق. الخطوة الأولى هي التعرف على الخطأ ومن ثم التصحيح. يمكن استخدام تقنيات مثل "الموزانة الذكية"، التي تساعدك على توزيع الدخل بطريقة تضمن تغطية النفقات الأساسية والترفيه والتوفير.

الاستعانة بالخبراء:

في بعض الحالات، قد يكون من الصعب تجنب هذه السلوكيات دون مساعدة. لذا، لا تتردد في البحث عن استشاري مالي أو نفسي ليساعدك في فهم كيفية تجنب هذه الفخاخ واتخاذ قرارات مالية أفضل. يمكنك حجز جلستك الخاصة هنا

الخلاصة:

في هذا المقال، تعرفنا على كيفية تأثير بعض السلوكيات على قراراتنا المالية وبعض الطرق لتجنبها. يجدر بنا أن نتذكر دائماً أن معرفة النفس هي الخطوة الأولى نحو تحقيق الاستقرار المالي والنجاح في الحياة. لذا، ابدأ اليوم بتقييم نفسك وقراراتك المالية وابحث عن الطرق المناسبة لتحسينها.

حنان محمود -Wealth and More